ثقافة العرض الفني الاول لمهرجان قابس الدولي: تخميرة جماعية في عرض صوفي بطابع قابسي
انطلقت ليلة الاثنين 18 جويلية الحالي بمسرح الهواء الطلق بقابس العروض الفنية للدورة الـ 33 من مهرجان قابس الدولي «سنكون يوما... ما نريد» الذي تنظمه جمعية المهرجان بدعم من المندوبية الجهوية للثقافة بقابس وذلك من خلال عرض صوفي من إنتاج الجمعية بعنوان «وجدانيات».
تقاطر جمهور عريض على مسرح الهواء الطلق بالجهة الذي تجمّل من خلال ديكور عالمي جاذب للفنان التشكيلي محمد امين حمودة، انطلقت فعاليات السهرة الصوفية التي كانت اقرب الى الحضرة لكن بطابع محلي كما خرج العرض من نمطية مثل هذه العروض من خلال بعض التجديد دون المساس من روح وجوهر الأغاني والرقص الصوفي بالإضافة لإدخال آلات موسيقية معاصرة وتنويع اللّباس وجعله متعدّد الألوان والأشكال فضلا عن الحركة والرقص من خلال لوحات كوريغرافية معبرة امنتها فرقة سهام بلخوجة التي صاحبت جل فقرات العرض، عرض كان تحت إدارة الفنان صالح بكار وبحضور العديد من الأصوات الشابة خاصة وشكل مشهدا أقرب إلى حالة "تخميرة" جماعية مع إطلاق مكثف للبخور بالمبخرة ورش ماء الزهر وماء الورد وزغاريد النساء وأناشيد "مولاي صلي وسلم"، "الله يا لطيف"، "حاضر ناظر صاحب المعروف"، "بابا لسمر"، "الليل زاهي"، "نادوا باباكم يا فقراء"، "فارس بغداد".
تجدر الاشارة الى ان الافتتاح الرسمي كان في الرابع عشر من شهر جويلية من خلال ندوة فكرية تواصلت لثلاثة ايام واهتمت بموضوع "أيّ دور للنّخب في مسارات الانتقال الديموقراطي اليوم؟" وأثث مداخلاتها عدد من الباحثين والأساتذة على غرار المنصف ونّاس: "المثقّف في المراحل الثورية: الوظائف والأدوار"، والأستاذ حمّادي بن جاب الله: "أيّ معنى للمثقّف اليوم؟"، وعبد اللطيف الحنّاشي: "المواصفات العامة للنّخبة التشريعية التونسية ما بعد الثورة: الثوابت والمتغيّرات والانعكاسات"، ورضا حميد: "الأدب والسياسة: عتبات النص / عتبات الحرية"، ومصدق الجليدي "الانتقال الديمقراطي ونهاية المثقف".. ندوة اعادت الاعتبار اكثر للجانب الفكري للمهرجان لكن كان بامكانها الانفتاح على اسماء وازنة عربيا ودوليا في علاقة بمحور الندوة.. اما عن عرض الثلاثاء فيحييه كل من اكرم ماق وزينة القصرينية في حين تؤثث فرقة سهام بلخوجة الاربعاء عرض فني راقص وتؤثث الفنانة روضة بن عبد الله سهرة الخميس.
لزهر الحشاني
